387 يوما من حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة .. مجازر وحشية في بيت لاهيا ومخطط تهجير لسكان غزة بشكل كامل
لليوم السابع والثمانين بعد الثلاثمائة منذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل كيان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي وداعميه الأمريكي والبريطاني ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر سلسلة من الممارسات العسكرية الوحشية الإجرامية
التي يتمثل أبرزها في شن طيرانه غارات القتل الجماعية للسكان والتدمير الكامل للأحياء السكنية والمخيمات ومدارس إيواء اللاجئين مستخدما أنواعا مختلفة من أسلحة القتل والفتك والتدمير المحرمة دوليا.. ومرتكبا أبشع صنوف وأشكال جرائم العنف الاستعماري التي تمثل جرائم القتل والإبادة الجماعية للسكان أبرزها ، دون تمييز بين شيخ مسن أو امرأة بريئة أو طفل رضيع .. تفاصيل أكثر في السياق التالي:
طلال الشرعبي
بالتزامن مع تنفيذه لاستراتيجية فرض واقع الحياة المعيشية المهلكة والمدمرة للحرث والنسل عبر الحصار المطبق والخانق للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومنع وصول الماء والغذاء والكهرباء والوقود والإمدادات الطبية إليه .
صعّد كيان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 وتيرة عنفه الاستعماري العسكري العدواني بشن أعنف حملات الإبادة الجماعية للسكان بأحدث أسلحة القتل والحرق والتدمير للمساكن والسكان في قطاع غزة.
في الأيام الـ48 الأولى لعدوانه فقط ، قتل كيان الاحتلال أكثر من 15,000 فلسطينياً وفلسطينية، وهو نفس عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم الميليشيات الصهيونية والجيش الإسرائيلي بين عامي 1947 و1949، بالإضافة إلى تدمير أو تضرّر أكثر من 60 في المئة من جميع الوحدات السكنية في غزة، والتهجير الداخلي لحوالى 1.7 مليون شخص، أي حوالى 75 في المئة من السكان.
استراتيجية إبادة جماعية
طيلة عام كامل ونيف لم يتوقف عدوان الكيان وحرب إبادته للشعب الفلسطيني لحظة واحدة ، بل واصل ومعه داعميه الأمريكي والبريطاني ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة وفق خطة منسقة واستراتيجية إجرامية مدروسة حشدوا لتنفيذها كافة إمكانياتهم ومختلف إجراءاتهم.
وعلى غرار استراتيجية وخطة إجرامه الاستعمارية الاستيطانية عام 1948 القائمة على مبادئ خلق حالة من الذعر والخوف والترهيب للسكان الفلسطينيين وإجبارهم على الفرار، عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي وداعماه الأمريكي والبريطاني على ارتكاب أبشع جرائم القتل والإبادة الجماعية الهادفة لخلق حالة من الذعر والخوف وإجبار غزة على النزوح واللجوء والهجرة من وإلى مناطق القطاع المختلفة بشماله وجنوبه ، بل ودفع سكان غزة إلى خارج الحدود نحو مصر.
وشملت الاستراتيجية أيضا قطع الإنترنت والكهرباء والمواد التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين على قيد الحياة وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية وإصدار أوامر للمدنيين بإخلاء منازلهم ، وتهديدهم بالقصف الجوي الذي ينفذه جيش الاحتلال بالفعل ويستهدف كل مكان دون تمييز أو توقف.
وبمرور 387 يوما من حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة بالتزامن مع منع المساعدات الإنسانية وانهيار النظام الصحي، تجلّت الكثير من الحقائق التي أكدت نية الإجرام والوحشية المفرطة والإصرار الأمريكي الصهيوني المتعمد على ارتكاب أبشع جرائم الإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة وكانت جرائم استهداف المستشفيات ومدارس ومخيمات إيواء النازحين خير مثال على ذلك .
4650 مجزرة
ووفقا للهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، فقد ارتكب كيان الاحتلال الإسرائيلي خلال عام من حربه العدوانية على غزة أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين، الذين تم استهداف معظمهم داخل منازلهم، أو في مراكز الإيواء، أثناء حملة تهجير قسرية، أرغم عليها مليونا إنسان، بنسبة بلغت 90% من المجموع الكلي لسكان القطاع.
إضافة إلى ارتكاب الاحتلال جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما فيها استخدام الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم بانتظام دروعا بشرية أثناء المعارك، بحسب وثائق جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.
مخطط اليوم التالي
السابع والثمانون بعد ثلاثمائة وسبعة وثمانين يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت كفيلة أيضا بكشف حقيقة النية الإسرائيلية في تهجير سكان قطاع غزة بشكل نهائي وإعادة إقامة مستوطنات استعمارية إسرائيلية على أنقاض الدمار الذي خلفته آلة القتل والتدمير العسكرية بشكل أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.
وهنا تبرز أهمية الإشارة إلى ما كشفته وثيقة صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تم تسريبها في 24 أكتوبر 2023، أن الحديث عن ”نكبة غزة 2023“ لا يقتصر على مجرد خطابات سياسية، بل هو مخطط ”اليوم التالي“ الذي تروج له إسرائيل للقضاء على سكان غزة كخيار ”من شأنه أن يحقق نتائج إيجابية طويلة الأمد“. وتنطوي هذه الخطة التي أيّدها السياسيون الإسرائيليون بشكل علني على نقل سكان غزة قسراً إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، وتقترح أن تستقبل دول أخرى النازحات والنازحين الفلسطينيين. كما تقترح الخطة إنشاء منطقة عازلة بعرض عدة كيلومترات داخل مصر لمنع عودة الفلسطينيين.
مجازر جديدة
وفي إضافة جديدة لمجازر إبادته الجماعية بحق الشعب الفلسطيني طيلة 386 يوما شن طيران الاحتلال فجر يوم أمس الأحد، غارات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
وفي بيان لها السبت قالت وزارة الصحة في غزة أن كيان الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد عائلات بأكملها في قطاع غزة، راح ضحيتها 77 شهيدا، و289 مصابا.
وأبرزها مجزرة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 30 شخصا جراء القصف الإسرائيلي على مربع سكني . وأضافت الوزارة أنه لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
ومنذ الخامس من أكتوبر الحالي، يشن كيان الاحتلال الإسرائيلي عملية اجتياح بري وقصف لمناطق مختلفة من شمال غزة بالتزامن مع استمرار مساعيه لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
مقابر جماعية
ولا يزال جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه المستمر على قطاع غزة ، مستهدفًا جميع جوانب الحياة، ومرتكبًا مجازر وفظائع لا يمكن تصورها، كما يواصل حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني وحصاره المطبق والخانق على مستشفيات شمال قطاع غزة التي تحولت لمقابر جماعية جراء نقص الإمدادات والوقود.
ووصفت وزارة الصحة في قطاع غزة مستشفيات شمال القطاع بأنها تحولت إلى مقابر جماعية، مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي لليوم الثالث والعشرين على التوالي.
وقالت الوزارة إن المستشفيات في شمال القطاع تخلو من أي غرف لعلاج الجرحى والمرضى. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطبيب محمد عبيد من مستشفى العودة، في الوقت الذي استهدفت فيه مدفعياته محيط المستشفى في منطقة تل الزعتر.