
غزة.. ووعود عرقوب الجهادية !!!
غزة العروبة.. غزة الإسلام.. غزة الدين المحمدي النقي.. غزة النهج الصادق الذي لا مكان فيه للنفاق والكذب والزندقة والدجل والتضليل..
تخوض منذ تسعة أشهر جهاداً مقدساً في سبيل الله ضد ألد أعدائه وأعداء دينه (أمريكا وإسرائيل)..
جهاد قدمت فيه أعظم التضحيات من الأنفس والأموال والممتلكات (عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف أضعافهم من الجرحى.. دمار شامل للمنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والمنشآت العامة والخاصة وغيرها من البُنى التحتية الأخرى).
نعم هذه هي غزة -شعباً ومقاومة- صدقت الوعد وواجهت العدوان الإرهابي الصهيوني الظالم بكل شجاعة وإقدام وثبات وتضحية ليس لها نظير أو مثيل.. لم تخش العدو ولم ترهبها قوته وبطشه ولم تضع أي اعتبار للحسابات الدنيوية كما فعل أدعياء الجهاد الذين شغلوا العالم بضجيجهم ونعيقهم وتباريهم في تقديم الشعارات الجوفاء التي تتوعد إسرائيل والصهيونية بالويل والثبور وعظائم الأمور، والآن عندما حانت لحظة المواجهة وشنّت أمريكا وإسرائيل ومعهما كل صهاينة العالم عدوانهم الظالم على غزة تلاشوا وجبنوا وبلعوا ألسنتهم من الخوف والتزموا الأدب بعد أن أفزعتهم الحشود والتهديدات الأمريكية الحازمة والصارمة.. ونسوا وعود عرقوب الجهادية التي قطعوها على أنفسهم تجاه القضية الفلسطينية -قضية المسلمين الأولى- التي تواجه أخطر مؤامرة لتصفيتها وقبل كل هذا وذاك تخلوا عن واجبهم الديني أمام الله الذي أوجب عليهم الجهاد لنصرة دينه ونصرة إخوانهم المسلمين المُعتدى عليهم..
لأنهم في الواقع يريدون جهاداً يتوافق مع أهوائهم لا تتضرر منه دولهم ولا أنظمتهم ولا كراسي حكمهم ولا كياناتهم إن كانوا جماعات أو تنظيمات أو حركات جهاد كما يسمون أنفسهم وهم في الحقيقة لا يجاهدون إلا إذا كان الجهاد (إسلامياً إسلامياً) يستهدف أبناء شعوبهم أما مع أعداء الله وأعداء دينه فإن الأمر لا يعنيهم وينطبق عليهم القول (أسد عَليّ وفي الحروب نعامة).