كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (10)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (10)

وإذا فتشت وبحثت عن بريطانيا هذه القوة والدولة الإستعمارية الغربية الخبيثة الماكرة، ستجدها حاضرة بقوة ومُندسة ومُنغمسة في كل مُعضلة ومأساة وكارثة لها تداعياتها ونتائجها الخطيرة في عالمنا العربي والإسلامي بوجه خاص

وما انفكت ولا كلت عجوز أوروبا الشمطاء هذه عن مساعيها الحثيثة والدؤوبة في التآمر على دول المنطقة وشعوبها وزعزعة أمنها واستقرارها والتدخل الفج في شؤونها الداخلية بحجج واهية ومزاعم كاذبة تُروج لها بكل صفاقة ووقاحة، كما فعلت على سبيل المثال في غزو أفغانستان ولاحقًا في العدوان على العراق في عام 2003م ومعها حليفتها أمريكا حيث تم غزو هذا البلد العربي وتدميره وتمزيقه وتفتيته والقضاء على دولته الوطنية واغتيال الآلاف من علمائه وكوادره العلمية في كل مجال بزعم تدمير أسلحة الدمار الشامل التي كذبت لندن وواشنطن وأدعتا زوراً وبهتانًا أن نظام صدام حسين كان يمتلكها ويهدد بها دول المنطقة والعالم، بالإضافة إلى كذبة نشر الديموقراطية في بلد قيل أنهُ كان يعاني من الحكم الديكتاتوري القمعي وزعم الغزاة أنهم جاءوا مُنقذين ومُخلصين لشعبٍ يتوق إلى الحرية والكرامة ومعهم أذناب وعملاء من أبناء العراق الخونة وهم الحكام الجدد لهذا البلد الذي يعاني منهم الأمرين .
وبالتأمل إلى ما آلت إليه الأوضاع المأساوية والكارثية في أعقاب الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق قبل 21 عامًا كذلك فقد تسبب غزو الأمريكان والبريطانيين وحلفائهم للعراق في موت وتشريد الملايين من المواطنين العراقيين من مناطقهم وإمتهان كرامة الآلاف منهم في سجون الإحتلال ومعتقلات الحكومات المتعاقبة منذ سقوط النظام العراقي السابق ودخول الغزاة الأمريكان بغداد يوم 9 إبريل في عام 2003م، ويبقى ما حدث في سجن أبو غريب سيئ الصيت والذكر شاهد عيان على فظاعة ممارسات المحتلين الأمريكان والبريطانيين بحق المعتقلين العراقيين، وما تلا كل ذلك وتزامن معه أو سبقه من أهوال كثيرة لا تُحصى أعقبت الحرب والعدوان على العراق، إلى جانب توغل وانتشار الفساد في كل مؤسسة ومرفق حكومي بشكل لم يعتاده أبناء هذا البلد من قبل، ولن يُمحى من ذاكرة الأجيال والتاريخ في العراق تلك التجاوزات والجرائم البشعة التي ارتكبت بحق مواطنين عراقيين في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق فلم يتورع جنود الإحتلال الأمريكي- البريطاني آنذاك عن ارتكاب جرائم فظيعة بحق العراقيين يُندي لها جبين التاريخ، ومن ذلك قيام جنود الغزو الأمريكي للعراق عمداً ومع سبق الإصرار والترصد بتسليط الكلاب المُدربة على إلتهام الأعضاء الذكرية لنحو 300 مُعتقل عراقي في سجن أبو غريب ببغداد بعد فتح أرجلهم عنوةً عبر قيود حديدية في أيديهم وأرجلهم مُثبتة في الحائط ووفاتهم جراء هذه التصرفات والفظاعات الوحشية على الفور، وهذا غيض من فيض مما سجلته وأثبتته تقارير حقوقية دولية تابعت ماجرى هناك ووثقته أولاً بأول، ولا يمكن للأمريكان نُكرانه علاوةً عن قيام الجنود الأمريكان بالتزامن مع كل ذلك بعمليات اغتصاب جماعية للنساء والرجال على حدٍ سواء في ذلك المعتقل الرهيب وتصويرها واجبار عائلات المعتقلين على مشاهدتها، وتلذذ الجلادين الأمريكان بعذابات المعتقلين من أبناء العراق ومعاناتهم جراء تلك الممارسات الغير سوية والغير إنسانية والتي تتنافى تمامًا مع مزاعم المحتلين التي روجوا لها قبل الغزو، ومنها الزعم أنهم جاءوا لتحرير العراقيين من ظلم وديكتاتورية حكم صدام حسين البعثي على أن غزو العراق وتدميره وسقوطه على ذلك النحو المُهين والمزري الذي شهدناه جميعًا كان وسيظل كحدث تاريخي موجع من أسوأ الكوارث والأحداث التي مرت بالأمة العربية والإسلامية في تاريخها القديم والحديث .
وما أشبه ما حدث في 2003م في العراق بما حدث أثناء اجتياح التتار بغداد وسقوطها بأيدي قائدهم الدموي هولاكو وجنوده وارتكابه مجازر رهيبة ذهب ضحيتها الآلاف في ثلاثة أيام، حيث كان يلقي التتار جثث القتلى في نهر دجلة الذي أحمر لونه بدم المقتولين ظلمًا في مذابح جماعية نفذها جنود الغازي التتري الهمجي في مشاهد فظيعة دلت عن وحشية وسادية لامثيل لها في التاريخ .
ولا مراء أن ما فعله ثنائي الشر والإجرام الأنجلو - أمريكي في العراق في العصر الحديث لا يقل شأنًا عن وحشية وهمجية التتار الذين سبقوهم بذلك قبل مئات السنين، وقد حاكى أدعياء الحرية والمدنية الغربية اليوم جنود هولاكو في كل ما فعلوه ببغداد، بل وتفوقوا عليهم بإجرامهم وساديتهم وبربريتهم المستوحاة من تاريخ طويل عريض أسود لتلك الدولتين المجرمتين بريطانيا وأمريكا بحق الإنسانية والعالم، وهكذا يُريد الله أن تتجلى لنا صورة بريطانيا القبيحة ووليدتها ووريثتها أمريكا في كل شرٍ وفسوق وإجرام وبغي على حقيقتها، وتتكشف لنا تلك الحقيقة أكثر فأكثر، وتبدو دعِية المُثل والقيم الإنسانية العليا سواء بريطانيا أو أمريكا أقبح مانراه ونشاهده وأسوأ مامر بنا وبالإنسانية جمعاء من أشرار مجرمين لاخلاق ولا مبادئ لهم على الإطلاق !.

...... يتبع ......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا