محليات

المدير العام للمركز الوطني لعلاج الأورام لـ"26سبتمبر": قصف العدوان للمدن بالأسلحة المحرمة أوجد بيئة خصبة للسرطان

المدير العام للمركز الوطني لعلاج الأورام لـ"26سبتمبر": قصف العدوان للمدن بالأسلحة المحرمة أوجد بيئة خصبة للسرطان

أوضح المدير العام للمركز الوطني لعلاج الأورام الدكتور عبدالله ثوابه، أن حالات الإصابة بالسرطان تتزايد كل عام بشكل يقلق المركز، وأكد في حوار مع "26سبتمبر" أن الخدمة المقدمة لمرضى السرطان في تطور

مستمر وأن علاج المصابين ممكنا من خلال خطوات العلاج الكيماوي والإشعاع والتدخل الجراحي.. وأشار الى أهمية استمرار الاهتمام بموارد صندوق مكافحة السرطان لتحسين مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى.. إلى جانب قضايا هامة تضمنها الحوار التالي .. إلى التفاصيل: -

| حوار : هلال جزيلان
* لو أعطيتنا فكرة عن المركز والمرضى الذين يرتادونه؟
** طبعا المركز الوطني للأورام تأسس في عام 2004م يؤدي خدماته من ذلك العام من خلال العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي، وظلت تلك الخدمة نفسها، حتى وقت قريب والحمد لله والآن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل توجه القيادة السياسية ممثلة برئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، واهتمام ومتابعة وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، تم إنشاء صندوق مكافحة السرطان، الأمر الذي نقل الخدمة لمرضى السرطان نقلة نوعية، من حيث تقديم الخدمات الجراحية في مستشفى الكويت ومستشفى الثورة، فضلا عن العلاج بالإشعاع كوننا ولله الحمد لدينا حاليا جهاز معجل خطي جديد وهو الأحدث على مستوى المنطقة فضلا أنه جهاز آخر إصدار من أجهزة الإشعاع وهذا الجهاز تكلفة مشروعه 4.700000دولار والآن منذ ثلاثة أشهر يعمل ويغطي مرضى الأورام جميعهم ولله الحمد، وجهاز الإشعاع المعجل الخطي يقدم العلاج لمرضى السرطان، كون مريض السرطان يتم علاجه، من خلال ثلاث خطوات رئيسية، العلاج الكيماوي والإشعاعي والجراحي، وهذه أمور أساسية في علاج الأورام ، وفيما يخص العلاج الكيماوي أصبح لدينا قائمة، تضم أكثر من 116دواء وهي قائمة، كبيرة جدا، متوفرة لمرضى السرطان ومتوفرة بشكل دائم، كما أن لدينا الآن العلاج بالإشعاع، فجهاز المعجل الخطي يعمل بوتيرة عالية، ونستقبل جميع مرضى السرطان، في الجمهورية بأكملها، ولدينا خدمة العلاج بالجراحة، وهي الآن بشكل مؤقت في مستشفى الكويت ومستشفى الثورة، وهذا المبنى الذي نحن فيه سيدشن العمل فيه لجراحة الأورام، وكان تحسن الخدمات المقدمة لمرضى السرطان كما أسلفت، بفضل وجود الجانب المالي والذي تمثل، في إنشاء صندوق مرضى السرطان والذي على رأسه الزميل الدكتور عبدالسلام المداني، وهو يولي اهتماما كبيراً بمرضى السرطان، والمركز الوطني لعلاج الأورام.

الحالات في تزايد مستمر
* كم أعداد النزلاء الذي يصلون المركز والوحدات في المحافظات؟
** طبعا المركز الوطني للأورام هو مركز رئيسي، وهناك وحدات على مستوى الجمهورية، توجد في محافظة صعدة وعمران وحجة وذمار والحديدة والمحويت وحضرموت وفي شبوة وفي عدن وهناك وحدات كثيرة لعلاج الأورام، ولكن يظل المركز الرئيسي هو الذي يصرف الأدوية لكل الوحدات ويتابع العمل فيها، والمسؤول الفني لكل الوحدات، والمركز الوطني لعلاج الأورام يستقبل سنويا 26,000حالة مترددة و بلغت الحالات الجديدة التي أضيفت في العام 2023 للمركز، 7300حالة جديدة، وهذا رقم يعتبر كبيراً، ففي عام 2022، كان عدد حالات الإصابة المسجلة 6200حالة.

مخلفات الحروب
* هل هناك فرق أو زيادة في الحالات من سنة لأخرى وإلى ما تعزو زيادة حالات مرضى السرطان؟
** أسباب زيادة مرضى السرطان كثيرة جدا، فمن خلال تقديم الخدمة للمرضى في المحافظات تم اكتشاف العديد من الحالات المصابة لأن اغلب المرضى لم يكونوا يذهبون للمراكز والوحدات، ولكن عندما تتوفر الخدمة، ويكون سهل الحصول عليها بشكل يساهم في اكتشاف عدد المرضى لأن العديد منهم قد لا يصل إلى الوحدة أو المركز لكن مع توسع الخدمة يكون وصوله اسهل، وكلما توفرت الخدمة أكثر تم اكتشاف المصابين بصورة اكبر، وفي وقت مبكر، ومن الأسباب بالغة الخطورة التي دائما ما نحذر منها، مخلفات الحرب، والعدوان على اليمن لسنوات، حيث استخدم في تلك الحرب مختلف الأسلحة، أوجدت بيئة، خصبة للسرطان، نتيجة ما تخلفه تلك الأسلحة والتي الكثير منها اسلحة محرمة دوليا، فضلا عن ضرب المدن الآهلة بالسكان بالصواريخ، هذا الأمر ساهم في زيادة مرضى السرطان.. وبالنسبة للحالات وأعدادها كل سنة، فإن كل الحالات في كل المحافظات تسجل لدينا في المركز، من كل الوحدات، فعدد الحالات الجديدة في عام 2022 كان 6200 حالة، وفي عام 2023 كانت 7300 حالة، وفي عام 2015 كانت 4200 تقريبا حالة، والملاحظ لدينا في المركز الوطني لعلاج الأورام، أن زيادة مرضى السرطان بزيادة عدد السكان، وهنا التناسب طردي، على مستوى المدينة، والمديرية، والعزلة، والقرية مع وجود استثناءات.

السرطان مرض قائم
* ما هي رؤيتك للحد من حالات تزايد حالات الإصابة بالسرطان؟
** مرض السرطان هو مرض قائم، أي أنك مهما عملت من اساليب الحماية، وعمل كل ما يلزم، هذا يحد من مرض السرطان لكنه، لا يقضي على المرض، فقد قامت كثير من الدول الأوروبية كالدول "الاسكندنافية"، كهولندا والدنمارك وغيرها منذ سبعينات القرن الماضي، واتخذت اجراءات قاسية، كانوا يعتقدوا أنها ستحد من هذا المرض، وعلى الرغم من ذلك، ما زالت نسبة الإصابة كبيرة، فهناك 310حالة من 100ألف إنسان، وفي اليمن والمملكة العربية السعوية وعمان، تظل هذه المنطقة من أقل المناطق على مستوى العالم حيث يصل نسبة مرضى السرطان إلى 97حالة لكل مائة ألف، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، لكن ما يقلقنا في اليمن هو الزيادة التي تتكون كل سنة، فبحسب ما قدرته منظمة الصحة العالمية أن هناك 16ألف حالة إصابة سنويا، وعلى الرغم أن هذا الرقم تقديري من المنظمة لكنه يقلق!.

الالتزام بالأمور الصحية
* ما هي النصيحة التي تقدمها للأشخاص بشكل عام للحيلولة لعدم الإصابة بهذا المرض؟
** وما يمكن أن أوصي به ، هو الكشف المبكر، أي الأتيان مبكرا، عند أي اشتباه باصابة، عليه أن يتحرك إلى المركز، أو إلى أي الوحدات التابعة له، لتلقي الخدمة العلاجية لأن نسبة الشفاء عالية جدا حينها، بينما نسبة الشفاء تقل، عندما تكون المراحل متأخرة، ولذلك أتمنى أن يكون هناك وعي، أكثر، من المواطنين بأنه في حالة أي اشتباه، يتحرك بسرعة، لعمل الفحوصات اللازمة، فإن كان سليماً فالله الحمد والمنة، وإن كان غير ذلك فالحمد لله على ابتلاء الله سبحانه، وتعالى، فكل ما جاء من الله تعالى هو خير، ولا يأتي منه عزوجل إلا كل الخير، وبالتالي يتحرك الإنسان حينها في جانب العلاج، واؤكد أن الشفاء في مراحل متقدمة، كبير جدا، بحول الله تعالى.

تحسين وتطوير الخدمة
*ماذا عن إستراتيجيتكم لهذا العام للارتقاء بمستوى الخدمة؟
** نحن في المركز الوطني لعلاج الأورام، استراتيجيتنا تكمن في تحسين الخدمة لعلاج مرضى الأورام، من حيث توفيرها في كل الوحدات التابعة للمركز، دون انقطاع، وتوسعة العلاج بالإشعاع، كما أننا نعمل على إيجاد جهاز جديد، إلى جانب جهاز المعجل الخطي المشار إليه في بداية حديثنا، سيشترك في إيجاده فاعلي الخير، وصندوق مرضى السرطان، كما أننا نعمل على تطوير جراحة الأورام، من حيث توسيعها، لأنه كلما عملنا على توسعة الخدمة وزيادة جودتها انعكس ذلك بشكل كبير على المرضى، وكانت نسبة الشفاء من نصيبهم، بحول الله عزوجل.

شائعات سيئة
* ما رسالتك للمرضى الذي باتوا يعانون من المرض؟
** أولا هناك شائعة سيئة جدا، تنتشر في وسط المواطنين والمرضى، أن أخذ العينة، ينشر المرض، ولذا اؤكد، أن أخذ العينة لا ينشر المرض، ولكن المرض طبيعته الانتشار في الجسم، فالمرض في حد ذاته لوترك سينتشر، تأخذ عينة، أولم تأخذ، وهذه الشائعة التي سرت، واصبحت منتشرة بشكل غريب، عبر الشوسل ميديا وما إليها، للأسف جعلت كثير من المرضى يحجمون عن البدء بالعلاج، ولا يأتوا إلا وقد أصبح المرض منتشراً، ولا زال في تلك الأثناء يأبى أن نأخذ عينة منه!، والواقع والحقيقة أن هذه شائعة خاطئة، ونحن كأطباء نقول لهم لن يبدا العلاج إلا بعينة، في العالم كله، وهذه هو نظام صحي عالمي، أخذ العينة لمعرفة الخلايا السرطانية ما نوعها، لأن هناك أنواعاً كثيرة لا حصر لها من الخلايا السرطانية، وكل نوع لديه طريقة علاج مختلفة، ولن يبدأ العلاج إلا بمعرفة هذه الخلايا، ما نوعها، و هناك شائعة لدى مرضى السرطان، بأن المصاب عليه أن يمتنع من كل الأغذية، وبالتالي يمنع نفسه منه كلها، وهذا ليس بصحيح، فالأكل على العكس يقوي مناعته.
لكنهم يعللون شائعتهم بخصوص سحب العينة يقولون أن هناك أناس ذهبوا ليتعالجوا بالخارج دون أن يسحب من مرضاهم عينات؟
مستحيل فأي طبيب أورام في العالم، لن يستطيع، أن يعالج المريض إلا بعينة، لأنه لن يعرف ما نوع الخلية الموجودة، إلا بأخذ العينة.

* كيف تأخذ العينة؟
** تأخذ العينة بإبرة بسيطة من الورم، وأحيانا يضطر لتدخل جراحي، ولذا أقول لابد من أخذ العينة فبدونها لن يكون علاج للمريض .

* ارى أن أغلب مرضى السرطان لديهم نوع من اليأس من الشفاء ؟
** نحن عندما يأتينا مريض السرطان لابد، من أن نعطيه الدافع المعنوي، لأنه مهم في شفاء المرضى، ولذا أهيب بالجانب الإعلامي، بأن عليه دائما ما يتكلم على الجانب الإيجابي بأن هناك فرصة للشفاء، وحالات الشفاء كثيرة جدا، ويجب أيضاح ذلك للناس، فأحيانا من باب التعاطف بعض الإعلاميين، يأتي بالجانب الاسود، في الموضوع، وهذا ينعكس سلبا على مرضى السرطان.. كنت في اجتماع مع عدد من الإعلاميين فقلت لهم أن مريض السرطان نسبة الشفاء عالية جدا عنده، المهم أن يأتي في مرحلة مبكرة، والمرضى كثير بخير، حتى المرضى الذين انتشر فيهم المرض، يعيشون ويتعايشون مع المرض، سنوات عديدة وطويلة، تحت العلاج والأمور جيدة، وأصبح في كثير من الحالات يصنف مرض السرطان بأنه مرض مزمن شبيه بالضغط والسكر، ولذلك لابد أن يعي الجميع، أن مرضى السرطان نسبة الشفاء عالية لديهم، وأن لا يجعلوا المريض في يأس ويعطوه من المعنويات ما يقاوم المرض، وهذه مهمة الجميع أن يتكلم على الجانب الجيد، والإيجابي وجانب الشفاء للمريض، وأن فرصة الشفاء كبيرة وهذه مهمة للمريض أياً كان وليس من الإيجابي تداول أن مريض السرطان لا يبرأ بل أن هذا المريض قد يكون أحسن من غيره من المرضى، فنحن دائما ما ننوه على ذلك، وأن لا يهمل المريض نفسه ويهمل العلاج هذه وصيتنا.

الدعم لصندوق السرطان
* كلمة أخيرة تود قولها لم نتطرق لها في اللقاء؟
** أولا أشكر القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، وتوجهها في الاهتمام بمرضى السرطان، من حيث الخدمة النوعية، وتطورها، الذي كان نتيجة لتطور الجانب المادي، للأهتمام بهؤلاء المرضى، أي أن مشروع صندوق مكافحة السرطان مشروع من أنجح المشاريع، والذي كان ولا يزال وسيظل له أثرا ايجابيا على مرضى السرطان، والخدمات العلاجية المقدمة لهم، وكل يوم ونحن أفضل على الرغم من أن كاهل الصندوق بدأ يثقل بسبب قلة الموارد ومحدوديتها أمام زيادة الخدمات المقدمة للمرضى المصابين، فضلا أن الصندوق الآن إلى جانب اهتماماته ذات الأولوية في تقديم الخدمات وتطويرها للمصابين، لديه توجه لبناء مراكز صحية، ومن أهمها سيكون بناء المستشفى المرجعي، في منطقة الجرداء بأمانة العاصمة والذي سيكون مستشفى مرجعي لكل التخصصات، والصندوق في ظل الموارد الحالية التي تصل لن يكون قادرا على مواكبة كل تلك المشاريع والخدمة الطبية المتطورة مالم يتم تحسين دخل صندوق مكافحة السرطان، ناهيك عن تطوير الخدمة التشخيصية والعلاجية، لذا نؤكد على الاهتمام بموارده أكثر، لأن كلما زادت الإيرادات انعكست إيجابا على المرضى، والخدمات المقدمة لهم على مستوى الجمهورية، ونتمنى الشفاء لجميع المرضى، وكما وفقنا الله تعالى، أن نكون في هذا المكان لخدمة مرضى السرطان، ارجو الله أن يوفقنا وأن يعيننا، بتوسيع الكادر، لأن من ضمن استراتيجيتنا للأعوام القادمة، هي زيادة أعداد الكادر الطبي، لأن الخدمة تتوسع والكادر قليل، ولذا كان ضمن استراتيجية وزارة الصحة ممثلة بالوزير الدكتور طه المتوكل، فتح مساقات لعلاج مرضى السرطان والتعامل معهم، كما هو أهتمام صندوق مكافحة مرض السرطان، للعمل على ابتعاثات عدة لدارسين في هذه المساقات، لأن الكادر حجر الزاوية في خدمة مرضى السرطان، الأمر الذي سيكون له أثر كبير على الخدمة المقدمة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا