يا خير البرايا
عبد الإله عبد القادر الجنيد
لست وحدي يا رسول الله يا خيرَ البرايا مَنْ يُحبك
فاليمانيون أنصارٌ وأحباب
صغارٌ وكبار
نساءٌ ورجال
مسنٌ وجريح وكفيف
جاء في ذكراك يسعى ليشارك
هاتفاً "لبيك يا خير الخلائق"
ويردد وجميع الحاضرين
طلع البدر علينا
فابتهجنا وفرحنا
وجب الشكر علينا
فحمدنا وشكرنا
أيها المبعوث فينا
قد سمعنا وأطعنا
وسنمضي على دربك
ونبايع ونعاهد
أن نجاهد كجهادك
كل كافر ومنافق
ونقاتل كقتالك
كلنا تحت لوائك ..
أنت يا مولاي للكونين رحمة
ورسولٌ ونبيٌ
به تُكشف كل غُمّة
وبشيرٌ ونذيرٌ
به تُجلى كل أزمة
وسراجٌ ومنيرٌ
ومزيلٌ كل عتمة
وصراطٌ مستقيمٌ
وإمامٌ للأئمة ..
جاء بالقرآن منهاجاً قويماً لُيبدِّد كل ظلمة
علّم الإنسان منه كل حكمة
فبنى من واقع القرآن أمّة
أُخرِجتْ للناس
أحيت كل نسمة ..
أنت يا مولاي
للأحباب نعمة..
في ربيعك
جئنا كي نحيا
ونحيي لربيعك..
والبشارات العظيمة
يوم ميلادك
أشارت لمجيئك..
الضحى والليل يا خير الورى
يشهدان أنك المختار مصباح الدجى
وختام الأنبياء
وصفي الأصفياء
خصّه الله بهذا الاصطفاء
فرأى في ليلة المسرى لآيات الهدى
رأى من آياته الكبرى
وحقاً ما رأى
جنة المأوى وسدرة منتهى
فدنا جبريل منه وتدلّى
وسقاه العلم وحياً فارتوى..
لستُ وحدي يا حبيبي وإمامي ووليي
من يُجِلُّك..
أنا عشقٌ كامنٌ
في فيض بحرك..
أنا شعبٌ ثائرٌ
يختطُّ نهجك..
أنا جرحٌ غائرٌ
يُشفَى بِسرّك..
أنت أصلٌ .. أنا فرعك..
أنا في البستان وردك..
أنا فواحٌ ونفاحٌ بعطرك..
أنت في سري وجهري ومقالاتي ونثري
وكتاباتي وشعري
وحكاياتي الجميلة ورواياتي المثيرة
ما رأيتُ قطُّ مثلك ..
أنت معنى كل معنى
أنت في قلبي المُعنّى..
أنت في الوجدانِ
شوقٌ يتجلّى..
أنت آيات من الرحمن تُتْلَى
أنا يا مولاي مشغولٌ
وولهانٌ ونشوانٌ بعشقك ..
أنت ماحٍ للذنوبِ ..
والمؤمَّل في الخطوبِ ..
وأمان الله
في كل الكروبِ..
وسراجٌ للقلوبِ ..
أنا يا مولاي مشتاقٌ
وتوّاقٌ لوصلك ..
وبوصلك يا حبيبي
سأداوي كلَّ عِلّة ..
وأجاهد وأقاوم كل ذِلّة ..
أنا شعبٌ أستمد النصر
من إحياء أمرك بكل وهلة ..
حتى لو كنا بهذا الكون
يا مولاي قِلّة ..
لست وحدي يا جليلَ القدر من يشدو بذكرك ..
كل من في الكون يا مولاي جاؤوا طوع أمرك ..
والقمر والشمس والأبراج والأفلاك والأطيار
تشدو تترنم وتمجّد لجنابك وجمالك وصفاتك ..
ورياحُ الغيثِ ساقت فأثارت سُحُبَ المزنِ
لتسقي رحمة الله بفضلك ..
في ربيعك سيدي
قد أشرق الفجرُ
بنورٍ من بهائك ..
وتجلّى في سماء المجد بدراً في سمائك ..
فإذا بالصبحِ يرنو
يتنفس بضيائك ..
وإذا بالبدر يزهو
ويفاخر بنقائك ..
وبأنوار المحبة
يُمنَحُ الليلُ صفاءً
من صفائك ..
وإذا بالشمس تغدو مستمدة
نورها الساطع دوماً
ببريق من سنائك ..
وإذا بالنجم يهوي
مستجيباً لندائك ..
يتلألأ كفنارٍ هادياً للناسِ في البحر وفي البرّ
اقتفاءً لمسارك ..
لستُ وحدي
يا حبيبي وإمامي
من يعزك ويودك
ويباهي بولائك ..
فكذا الأرضون في السبع السماوات توالي والنيازك..
وكذا الأرض بمن فيها
وما فيها تغنّت
بالمدائح والقصائد
وأهلّت واستهلّت
في ربيعك لتبارك ..
لستُ وحدي
يا إمام الخلق
يرفع للتهاني ويصلي ويسلم ويبارك ..
فالملايين من الشعب اليماني كلهم هبُوا
إلى الساحات
شوقاً واشتياقاً
واحتفاءً بلقائك ..
جاؤوا تعزيراً وتوقيراً وإجلالاً لقدرك ومقامك ..
أنت في التوراة والإنجيل والقرآن طاسين وياسين وحاميم وطاها
أنت أحمد ..
أنت في الكونين في الأرضين في الدنيا وفي الأخرى محمد ..
أنت ياقوتٌ وعَسْجَد ..
حُبكم في القلب سرمد ..
يا مُمجّد يا مُؤيَّد ..
يا حبيبي يا محمد ..
كلنا شوقاً لوصلك ..
لستُ وحدي من بذكرى
يوم ميلادك يسعد
واكتسى بالحُلّة الخضراء يفرح يبتهج حقاً لأجلك..
أنت خير الخلق يا مولاي رب الكون بالإفضال خصّك
وبفضله وبجوده وبعونه وبنصره وبتأييده أمدك..
ولإنقاذ البرايا
من ظلام الكفر والجهل المركب
ربنا الأعلى أعدك ..
أنت يا مولاي
للألباب نورٌ وسراج
وأنا يا نور عيني
أهتدي دوماً بهديك ..
أنت للأمة قدوة
أنت خير الخلق أسوة
أنت لي أوثق عروة
ربُّنا الله الذي أولاك بالتفضيل والتعظيم
قد أعلى لشأنك ..
بالرعاية أكرمك
بالعناية فضّلك
بالحماية عصمك
بالمحبة باركك ..
يكفي يا مولاي أنك
شرح الله لصدرك
رفع المنّان ذكرك ..
ربُّنا الله الذي آواك
إذ كنت يتيماً
فأعزك ثم أغناك معيلاً
حتى ترضى
ما قلى أو ودعك ..
صلوات الله تغشاك
وتغشى عترتك من آل بيتك
وسلام الله تغشى
يا حبيبي حضرتك ..
اصطفاك الله مبعوثاً نبياً داعياً لله والإسلام والفوز العظيم
ورسولاً ورؤوفاً ورحيماً رحمةً للعالمين
وجميع المؤمنين
يا إمام المتقين
يا ولي المؤمنين
وعليك الله في العلياء
قد صلى وبارك والملائك ..
من له حبٌ كحبي
أو له قلبٌ كقلبي
أو له عشقٌ كعشقي
أو له شوقٌ كشوقي
أو له تسليمٌ مطلقٌ
حاشا عند الله في الدارين يهلك
كيف يُنسى أو يُعذب أو من الرحمن يُترك
أيها القائم فينا
إن هذا الشعب شعبك
جاء في ميلاد جدك
جاء يبرق بالتهاني
ولكم كل الأماني
هكذا أنصار جدك
فبهذا الشعب
شد الله أزرك ..