الشر ق الأوسط الجديد باجندة صهيونية (١١)
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د\ حسن حسين الرصابي.
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د\ حسن حسين الرصابي.
تفرعنت الصهيونية وكشفت عن انيابها ومخا لبها وهي تشن الغارات القاتلة والتدميرية على سوريا وتدمر مقدرات الجيش السوري .. وتستهدف المنشآت العسكرية والطائرات والسفن والموانئ بأكثر من 450غارة بثلاثمائة وخمسين طائرة مقاتلة بحسب إذاعة جيش الكيان الصهيوني في سعي منها لترسم ملامح مرحلة جديدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ..
والمثير للانتباه ان هناك حالة من التبلد والترقب والمتابعة الصامتة لما يجري وكأن الأمر لا يعني العرب ولا يهمهم .. بل كأنهم كانوا ينتظرون ان يحدث ذلك على مرأى ومسمع وكان شيئاً لم يكن أو ان كارثة حلت بالمنظومة العربية من حكام وشعوب وبلدان ومقدرات امة وهنا تكمن الهزيمة .. عندما تنكسر النفوس ولا يعد الناس يدركون ما ذا يحدث ولماذا ولا نجد حتى صوتاً واحداً ليعبر عن الألم ويكفي ان نشير فقط لمجرد الإشارة الى أن القوات الجوية السورية التي تأسست في 1946م قد وصلت الى ذروة قوتها في اواخر ثمانينات القرن العشرين بعدد قدر بنحو 500 طائرة مقاتلة وحوالي 120 مروحية قتالية .. وفق الترتيب التالي :
- الطائرات المقاتلة ميغ 29 48 طائرة
- سوخوي 24سرب واحد يضم 20 طائرة
- ميغ 25 = 35طائرة
- ميغ 23= 120 طائرة
- سوخوي 22, 20 = ما بين 70- 80طائرة
المروحيات القتالية :
- 50 طائرة مروحية .
- الغزالة 40 طائرة مروحية
- طائرات مروحية هجومية بحرية 25 طائرة .
ناهيك عن القطع البحرية والزوارق والصواريخ البالستية والتكتيكية ..
ومعظم هذه التركة من الأسلحة استهدفتها اسرائيل اضافة الى استهدافها مراكز الأبحاث العسكرية الاستراتيجية .. يضاف الى ذلك بدء عمليات التصفيات الجسدية للعلماء والاختصاصيين من علماء الكيمياء والذرة وغيرهم بمعنى ان اسرائيل تقوم بعملية تجريف للعقول والكفاءات مثلما حدث في العراق ..
هذه فقط واحدة من الأحقاد الصهيونية التي تقوم بأعمال استباقية وفي حرب معلنة وحرب غير معلنة على الأمة العربية تجلت مؤخراً في استهداف سوريا ومقدراتها وما يؤلم النفس أن يجبر الانسان على متابعة عنجهية النازي الصهيوني نتنياهو وهو يتبجح ويدعي انه يعتبر الجولان جزءاً ليتجزأ من إسرائيل للأبد ويتعالى ويتباهى انه سوف ينقل المعركة الى الداخل السوري وانه لن يسمح بما يهدد إسرائيل ..
فيما الأعراب وتوابعهم في اشتغال بقضايا هامشية وينسحبون الى دواخلهم من الانشغالات التافهة وفي مصالح ضيقة وتفكيرهم لا يتعدى جغرافيتهم الممزقة وإذا عدنا الى قراءة بروز شامة العدوان الصهيونية على سوريا في 9 ديسمبر قالت مصادر أمنية صهيونية بان اسرائيل هاجمت أكثر من 250 هدفاً داخل الاراضي السورية شملت قواعد عسكرية وطائرات مروحية في مطار المزة ومطار عقربا..
وقد تجرأ النازي نتنياهو على اعلان انهيار اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974م وعلى اثرها بادر الجيش الصهيوني على فرض سيطرته العسكرية على جبل الشيخ وعلى اجتياز المنطقة العازلة مع سوريا حتى أصبح الجيش الصهيوني على بعد 25 كيلومتر من العاصمة دمشق ..
فهل بعد هذا هوان عربي وهل بعد هذه التطورات موقف متخاذل .. لكن العرب في وضع مزر وفي وضع مأساوي وأصيبوا بالرجفة والمخاوف في مقابل تعنت وصلف صهيوني واضح ..
والواضح أيضاً ان هناك اهدافاً صهيونية واجندة تحرص على انجازها اسرائيل ومن خلفها المنظومة الغربية وعلى رأسها امريكا..
يمكن الاشارة إلى ابرزها :
1- احداث المزيد من التجزئة للأوضاع العربية .
2- دفع انظمة عربية اخرى الى التطبيع ثم إلى التخريب من الداخل .
3- ضرب المقدرات العربية ومحاولة السيطرة على الموارد العربية وفق شراكات معتسفة وخنق اية اقتصادات قد ترتبط خارج الاقتصاد الأمريكي والغربي والصهيوني .
4- السعي الجاد والخبيث لغرض السيطرة على المناطق الجيوستراتيجية في العالم العربي بدءاً من مضيق هرمز ووصولاً الى مضيق جبل طارق.
لذلك فان التحديات القادمة بالنكهة الصهيونية ستكون مكلفة على جميع العرب حتى أولئك الذين يرون انفسهم انهم حلفاء امريكا وتل أبيب سيطالهم الضرر والفوضى الصهيونية كخريف جيهمان الجحرة حين يموج لا يزرع الرومي ولا الذرة .١٢\ 12\ 2024م